السَّلاَمُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
أخطأت كثيرا ... حين ظننت
أن كل الرجال كأبي
و أن كل القلوب كقلب أمي
و أن كل النصائح كنصائح جدتي
و أن كل الصديقات كصديقة طفولتي
أخطأت كثيرا ... حين ظننت
أن كل الشعراء كالحمداني
و أن كل الفرسان كأبن الوليد
و أن كل العشاق كأبن الملوح
و أن كل الابطال كعنترة
و أن كل الفاتحين كصلاح الدين
أخطأت كثيرا ... حين ظننت
أن كل الاحذية كحذاء سندريلا
و أن كل الذئاب كذئب ليلى
و أن كل التفاح كتفاحة بياض الثلج
و أن كل الأقزام كأقزام الغابة
أخطأت كثيرا ... حين ظننت
أن كل صفعة ... درس
و أن كل سقوط ... درس
و أن كل طعنة ... درس
و أن كل كبوة ... درس
و أن كل صدمة ... درس
أخطأت كثيرا ... حين ظننت
أن التضحية ... أن نمنح أكثر من اللازم
و أن الكرامة ... أن نصمت أكثر من اللازم
و أن الكبرياء ... أن نبتعد أكثر من اللازم
و أن الرقي ... أن نرتفع أكثر من اللازم
و أن الحب ... أن نتألم أكثر من اللازم
و أن الفراق ... أن نموت أكثر من اللازم
أخطأت كثيرا ... حين ظننت
أن البكاء خلف قافلتهم ، سيعيدهم لي
و أن البكاء على اللبن المسكوب سيأتي بهم الي
و أن الفرح سيصافحني يوما بلا هجرة
و أن الأمان سيحتويني بين ذراعيه بلا تردد
أخطأت كثيرا ... حين ظننت
أن بموت حكاية ... ستتوقف الحياة
و أن بفقدان عزيز ... ستتوقف الحياة
و أن بموت قريب ... ستتوقف الحياة
و أن بخذلان حبيب ... ستتوقف الحياة
أخطأت كثيرا ... حين ظننت
أنهم الجهات الاربعة للحياة
و أن كل الطرق ... تنتهي اليهم
و أن كل الاحلام ... تنتهي اليهم
و أن كل الأمنيات ... تنتهي اليهم
أخطأت كثيرا ... حين ظننت
أنهم طوق النجاة لي
و انتظرت ذراعهم ... و أنا أتساقط
و انتظرت قشتهم ... و أنا أقاوم الموج
و انتظرت طوقهم ... و أنا أغرق
و انتظرت يدهم ...وأنا أتبعثر
أخطأت كثيرا
حين وضعتهم عند الطوفان على رأسي
و وضعتهم عند الغرق على كتفي
و وضعتهم عند العطش أمامي
و وضعتهم عند اشتعال النيران خلفي
أخطأت كثيرا حين ظننت أن الحب ... أن نتألم أكثر من اللازم
و أن الفراق ... أن نموت أكثر من اللازم ... !!!
فعلا أخطأت
فان لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب
