الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. لا شك أن المسلم يجب عليه تعظيم المصحف وتنزيهه من كل نقص وسوء لأنه مشتمل على أشرف كلام كلام الرب جل وعلا. أما تقبيل المصحف في جميع الأحوال فليس له أصل في الشرع ولم يرد فيه شيء ألبتة عن النبي فيما انتهى بحثي إليه. وإنما ورد فعله عن الصحابي عكرمة رضي الله عنه والعبادات توقيفية لا يشرع منها شيء إلا ما ثبت في النصوص الشرعية الصحيحة. قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: (القيام للمصحف وتقبيله لا نعلم فيه شيئا مأثورا عن السلف وقد سئل الإمام أحمد عن تقبيل المصحف فقال: ما سمعت فيه شيئا ولكن روي عن عكرمة بن أبي جهل أنه كان يفتح المصحف ويضع وجهه عليه ويقول: كلام ربي كلام ربي).
فعلى هذا لا يستحب للمسلم ولا يشرع له تقبيل المصحف عند ابتداء القراءة أو الفراغ منها لكن لو قبله أحيانا في بعض الأحوال عند سقوطه مثلا وكان قصده بذلك تعظيم المصحف واحترامه ولم يلتزمه عادة له أو يعتقد استحبابه فلا حرج عليه إن شاء الله في ذلك وعمله جائز ما دام أنه لم يقصد التقرب ولا التبرك بذلك فيكون من جنس رفع المصحف وتطييبه أما لو اعتقد أن ذلك سنة أو قصد بذلك التبرك كما يتبرك بالآثار فهذا عمل مبتدع لا يجوز فعله بحال من الأحوال.