هنالك لاعبون قريبون جداً من الكمال , والكمال لله وحده
هنالك كريس وألونسو في مدريد , وتوتي في روما , وزاراتي في لاتسيو , وجيرارد في ليفربول , ولامبارد في تشيلسي , وروني في مانشستر , وفابريغاس في الأرسنال , وكازورلا في فياريال , وغاريث بل في توتنهام , وشنايدر في الإنتر , وروبين في ميونخ , وزوكورا في اشبيلية , وسيدورف في ميلانو .
وكل فريق من هذه الفرق ربما يملك أكثر من لاعب يتصف بهذه الصفة .. القرب من الكمال .
ولكن مع تفاوت , ومع اختلاف في التنفيذ داخل الملعب
وكان الفريق الحلم هو فريق تجتمع فيه عدة أقدام تلعب بعقلٍ واحد , وبسرعة شديدة جداً , وتناسق غير عادي , وتفاهم غير مسبوق ربما في تاريخ كرة القدم
شاهدنا برازيل 82 وشاهدنا إسبانيا 2008 وشاهدنا ميلانو 2005 وشاهدنا مانشستر 97 وشاهدنا أرخنتين 2006 وشاهدنا مدريد 2001
ولكننا لم نشاهد أبداً كهذا الفريق الكاتالوني الحالي .
* لايمكننا أن نتصور أن فالديس كان قادراً على الجلوس خارج الملعب لعدة دقائق لتناول الشاي أو ربما العشاء , فالباب في مأمن , والمأمن لم يأت ِ من بويول وبيكي فقط , وإنما من الحاجز الأول الذي يبدأ من خط الهجوم (فيّا , بيدرو , ميسي) مروراً بخط الروعة (بوسكتس , إنيستا , تشافي) ليمر قبل ذلك بأحد ظهيري الدفاع (ألفيش وأبيدال)
* إنه الفريق الحلم .. إنه السحر بعينه .. سحر حقيقي وليس وهماً نتوهمـه , وليس بدعةً ابتدعناها
* برشلونة منذ سنوات وهو يقدم مباريات جميلة جداً , ولكن برشلونة وصل لمرحلة الذروة , وصل إلى الحد الذي يجعلنا لانتخيل خروجه من الشامبيونز دون أن يرفع بويول الكأس مجدداً وللمرة الثالثة في تاريخ قيادته للبرسا .
* تنتقل الكرة بين أقدام لاعبيه وكأنها برتقالة شهيـّة كل واحدٍ منهم يقشرها للثاني .
* يتعاملون مع التحكيم ومع الظروف الخارجية باحترافية غير عادية .
* ترى الجدية في وجه كل لاعب , والاحترام المتبادل حتى مع الصغار .. بويان وجيفرين .
* بيدرو يجري في كل أرجاء الملعب ليفرح شعب كاتالونيا .
* تشافي .. أعتقد جازماً أنني لو اقتربت من الكرة التي يركلها لسمعت صوت موسيقى كاتالونية تخرج من أعماق الكرة وتحيـي تشافي .
* إنيستا .. يرسم لوحاتٍ بعدة ألوان حتى نكاد نرى وجه فان جوخ يبتسم ويقول .. هذا هو الرسام الحقيقي .. هذا هو .
* بيكيه كذلك يعزف بتمريراته الطويلة التي تجعلنا نحس أنها فلسفته الموروثة من سقراط وأرسطو وأفلاطون .
* بويول ليس قلب الأسد .. إنه الأسد .. والعرين .. والغابة .. وكل شيء يدل على حماية الحمى .
* فالديس يستحضر صورة ريكاردو زامورا ويمحوها بصورته في كل مباراة كبيرة .
* ألفيش وأبيدال كأنهما جناحا طاووس .. يتبختر بألوانهما الزاهية .. ويتحركان في الأرض بإتقان وتناسق .
* فيّا .. هو مثل أداة موسيقية هامة ضمن المعزوفة , نستمع إليها حينما نصغي جيداً إلى التوزيع الموسيقي .
* بيب غوارديولا .. هو الموسيقار .. وقائد الفرقة .. هو الملحن .. وهو المغني .
* ليونيل ميسي .. هو الصوت الذي تنتجه كل هذه الآلات الموسيقية , وهو اللحن الذي نحفظه .. وهو الأغنية التي نرددها .
* ميسي .. هو العبقرية الموسيقية في معزوفة البرسا .
* ميسي .. هو البرسا .